كشف بيان منظمة العفو الدولية اليوم عن أن القنبلة التي دمرت بناية سكنية في العاصمة اليمنية الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 16 مدنياً وإصابة 17 آخرين، من بينهم الطفلة بثينة البالغة من العمر خمس سنوات والتي انتشرت صورتها على نطاق واسع في أعقاب الضربة، كانت قنبلة أمريكية الصنع.

وقد قام أحد خبراء الأسلحة لدى منظمة العفو الدولية بتحليل بقايا القنبلة، وتوصل إلى أنها تحمل علامات واضحة تماثل مكونات أمريكية الصنع عادةً ما تُستخدم في القنابل الموجَّهة بأشعة الليزر التي تُلقى من الجو.

وكانت الضربة الجوية، التي شُنَّت يوم 25 أغسطس/آب 2017، قد أصابت مجموعة منازل متلاصقة في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن إلحاق أضرار بالغة بثلاثة منها، وقتل سبعة أطفال، من بينهم جميع أشقاء وشقيقات بثينة الخمسة. كما أُصيب ثمانية أطفال آخرين، من بينهم سام باسم الهمداني، البالغ من العمر عامين، والذي فقد أبويه في الهجوم.وقالت لين معلوف، مديرة البحوث بمكتب بيروت الإقليمي لمنظمة العفو الدولية، “يمكننا الآن أن نؤكد بشكل قاطع أن القنبلة التي قتلت والدي بثينة وأشقائها، وغيرهم من المدنيين، هي قنبلة أمريكية الصنع”.

واستطردت لين معلوف قائلةً:

“ليس هناك أي تفسير يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول مثل بريطانيا وفرنسا، لتبرير استمرار تدفق الأسلحة على التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية من أجل استخدامها في النزاع الدائر في اليمن. فقد ارتكب هذا التحالف مراراً وتكراراً انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب، على مدى الشهور الثلاثين الماضية، وكانت لهذه الانتهاكات عواقب مدمِّرة على السكان المدنيين”.

 وقد فحص خبير الأسلحة لدى منظمة العفو الدولية أدلة مصوَّرة قدمها صحفي محلي استخرج ما تبقى من شظايا القنبلة في الموقع، وتمكن الخبير بعد الفحص من التعرف على لوحة البيانات في “وحدة التحكم الإلكتروني طراز MAU-169L/B” الأمريكية الصنع. وتُستخدم هذه الوحدة في عدة أنواع من القنابل الموجَّهة بالليزر التي تُلقى من الجو.

وقد ذكرت “وكالة التعاون الأمني الدفاعي” التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن الحكومة الأمريكية صرَّحت في عام 2015 ببيع 2800 قنبلة موجَّهة إلى المملكة العربية السعودية، وهي مزوَّدة “مجموعة التحكم الإلكتروني طراز MAU-169L/B”، بما في ذلك قنابل موجَّهة من طراز “GBU-48″ و”GBU-54″ و”GBU-56”.